الجمعة، 24 أكتوبر 2008

حقائق أخرى عن حزب التكتل


حقائق أخرى عن التكتل \ بقلم : عبد الله ولد محمد


"عندما يحاول أحدهم أن يقدم لنا حقائق مغلوطة عن حزب التكتل فمن حقنا أيضا أن نكشف عن حقائقه الأخرى"



أشعر دائما بالإشفاق على بعض الكتبة خصوصا أولئك الذين يحاولون أن ينفعوا أحزابهم ونحلهم السياسية أو يدافعوا عن مواقف بعض الساسة والوجهاء أوبعض الكانتونات التي يسميها بعض أحزابا سياسية أو منظمات حكومية كما يحاول أهل التكتل أقناع أنفسهم بأنهم حزب سياسي مرموق،طبعا يمكن القول بكل جدارة أن التكتل هو تجمع بشري ككل تلك التجمعات التي يجمعها مكان واحد لتحقيق أهداف متعددة، كما تجمع سوق الباعة والمشترين والمحتالين والنشالة والمتسولين.
ومن هؤلاء الذين تدعوا مرافعاتهم إلى الإشفاق الكاتب عزيز ولد الصوفي الذي كتب مقالة مطولة مشذبة عن " حقائق التكتل " وبما أن الحقيقة نسبية جدا،وقد يكون فيما ذكر عن التكتل بعض الحق على الأقل حسب ما يراه الآن وحسب ما يقال فإن ماتراه حقا فهو حق بالنسبة لك وما أراه حقا فهو حق بالنسبة لي وبالتالي إن معيار الحقية يأخذ في الحسبان عامل الزمن والمكان فما يراه عزيز ولد الصوفي من حقائق التكتل لم يكن يراه يوم كان مسؤولا في منتدى طلاب موريتانيا قبل الثالث من أغشت يوم كان يرى التكتل نارا وعارا وشنارا،ولاخير إلا معاوية والحزب والجمهوري.
ولكي تكتمل الصورة ومساهمة لأخي عزيز في قراءة واعية للظاهرة اللاواعية التي تسمى التكتل سأذكر أنا الآخر حقائق أخرى عن ما يسمى بحزب تكتل القوى الديمقراطية، وعن ظاهرة أحمد ولد داداه أو العقيد أحمد ولد داداه كما سميته في مقال سابق.
دعني أذكرك أيها الفاضل أن من الفرق بين النظرية والتطبيق فرق جوهري جدا، وأن بين نظم الأحزاب وممارساتها ما بين السماء والأرض من الاتساع والمفارقة، وبالتالي فلن تكون موفقا،عندما تقوم بعملية قص ولصق من النظام الأساسي للتكتل وتمد به حجم المقالة فأنت حينئذ لا تقدم شيئا أكثر من تلك الأوراق الصفراء التي انتزع بها الترخيص من بين أسنان وزارة الداخلية،إلا أنك تقدم وسيلة إثبات تؤكد أن الحزب ناقض كل تلك المبادئ وانخرط في عملية غير موفقة لتحقيق هدف واحد، وأحادي وهو وصول ولد داداه إلى كرسي يمكن الجزم إن وصوله إليه سيكون من الخوراق المزعجات التي تؤدي إلى الخراب والدمار وعدم الاستقرار، إن هسيتريا المواقف المناقضة للأهداف التي ينشرها التكتل اليوم تشبه تلك الحال التي تعتري الضأن عندما يقفن عند حافة الماء ... واهم جدا من يستطيع القول إن بإمكانه منع الضأن أن يكرعن في جدول ولو كان آسنا، وقديما قيل في الضأن " وأمر مغويتهن يتبعن " وكذا التكتل أمر قائده الذي استفزه وانتشى فنادى ما أريكم إلا ما أرى ... وما علمت لكم من رئيس غيري ولا علم الناس.
في البدء كان الخلل.
لعلك أيها العزيز المتصوف في ذات الداداهية والمترنح تحت الجبة التكتلية المتقصلة تعلم أن حزب التكتل هو المحلل به من تطليقة بائنة من حزب اتحاد القوى الديمقراطية،جعلت المناضلين يبحثون عن عقد سياسي جديد يمكن أحمد ولد داداه من العودة إلى كرسي رئاسة الحزب،وعاد بعد عدة مكثها ولد لمات على رئاسة الحزب يتحسس مقعده الذي سوف يفارقة في مؤتمر استثنائي قضت ديمقراطية التكتل أن يعيش بعده ثماني سنين ليعقد مؤتمره الأول وليكرسه لإعادة أحمد ولد داداه وتثبيته في كرسيه الوثير.
فالحزب ليس إلا نسخة من حزب قديم شهد كثيرا من النزيف السياسي وشكلته جماعات مختلفة،لم يكن لأحمد ولد داداه من فضل عليها إلاأنه كان مسمار نعش الاتفاق والوئام في كل تلك الطبعات المشوشة من حزب التكتل.
لايعود الفضل لولد داداه في إنشاء أي حزب في موريتانيا،فالجميع يذكر أن رغبة ولد الطايع سنة 1992 في الحصول على منافس يلبسه ثوب الهزيمة ويقدمه أمام الديمقراطيات الغربية هي التي دفعت القيادين الكادحين ببها ولد أحمد يوره وموسى افال إلى إخراج أحمد ولد داداه من مخدعه المالي الوثير في جمهورية الجنرال بوكاسا آكل لحم الأطفال،وليعودا به إلى الوطن،ولتلتلف التيارات السياسية حول الرجل الذي يمت إلى الرئيس المرحوم المختار ولد داداه بصلة نسب فقط، وليجد ولد الطايع في ولد داداه المنافس الزعر الخلق القادر على تفتيت أي شيئ يلتف حوله وتمزيق أي وحدة تقوم حوله،جاء ولد داداه وجبهة أحزاب المعارضة قائمة وموجودة مكونة من حركات سياسية وفكرية كبيرة من بينها الشيوعيون في حركة m.n.d والإسلاميون وحركة الحر التي كان رئيسها مسعود ولد بلخير يرأس جبهة أحزاب المعارضة حينئذ والقوميون العرب وآخرون كثير، جاء أحمد ولد داداه فقدمه الجميع،ولو أن ستر الغيب انكشف لهم لعلموا أنهم قد فتحوا على البلاد وعلى العمل السياسي في موريتانيا بابا من الارتكاس والارتهان للشخصانية والمصلحة الفردية والفهم المتكلس لن ينغلق حتى يتقاعد ولد داداه سياسيا.
وبفعل سياسات أحمد ولد داداه وقدرته الفائقة على السقوط في الأفخاخ التي نصبها له ولد الطايع، وقدرته الأكثر على السقوط أيضا في حبائل المجموعات القبلية أو النفعية، ظل حزب اتحاد القوى الديمقراطية في انتكاسة،
لينحسب عنه اتحاد قوى التقدم ب ممثلا لحركة m.n.d منازعا في الشرعية منتقدا لسوء الأداء،ولينسحب بعد ذلك أطر الحر ويشكلوا حزب العمل من أجل التغيير، ولتتوالى بعد ذلك الانسحابات ... الناصريون.. والإسلاميون 2003 ، وأخيرا أطر الحر بداية هذا العام.
فهل انسحب هؤلاء كلهم لأنهم كانوا خونة وانتفاعيين ومجرمين،أم لأن حزب التكتل وطبعاته المختلفة لم يكن أبدا في أي من يوم من الأيام حزب مؤسسات ولا حزبا وطنيا،وإنما كان دولة بين يدي ولد داده وثلة قليلة حوله من مقربيه القبليين أو الانتفاعيين،وليتأكد عكس ما روج له الكاتب الكريم أن الحزب ملك خصوصي يعود إلى المسمى أحمد ولد داداه وفيه يتحكم وبه يمارس الصفقات السياسية ويخوض الألاعيب المكشوفة التي يحاول أن يظهر فيها معارضا ومساندا في آن واحد وهل تجمع الكلى والعجى في شدق إلا شدق التكتل.
ولتتأكد أيها العزيز أن التكتل ليس حزبا سياسيا،وإنما هومواقف مزاجية للسيد أحمد ولد داداه... لك أن تعود إلى مؤسسة المعارضة وإلى كل السيئات التي جلبها التكتل إلى هذه المؤسسة وإلى كل الرصيد الضخم من العراقيل التي وضعها التكتل في وجه تفعيلها،يمكن أن تتأكد أن كل المشكلات التي وقعت منذ تأسيس هذه المؤسسة كان التكتل طرفا ظالما فيها،عندما حاول التكتل إقصاء اتحاد قوى التقدم وذلك من أجل توسيع الخلاف بين هذا الحزب وبين حزب صار ابراهيما،كان التكتل يمارس عملا مخالفا للقوانين،وعندما صرح صالح ولد حننه بأن مؤسسة المعارضة مشلوله،وأن " الإخوة في التكتل يعملون على تعطيلها،ولديهم رصيد هائل من الإساءات إلى حزبنا" فقد كان يصف ممارسة وسلوكا وحقيقة من تلك الحقائق التي لم تذكرها عن التكتل، وعندما يطالب النائب البرلماني عن حزب حاتم مولاي ولد ابراهيم المجلس الدستوري بالنظر في وضعية مؤسسة المعارضة فإنما يتحدث عن حقيقة أخرى من حقائق التكتل وهو ممارسة الفساد ومخالفة القوانين المنظمة لهذه المؤسسة، وعندما يعلن صار ابراهيما - الذي ربط مصيره بولد ولد داداه وظن أن بإمكانه إحتلاب أثداء وفاء لم تنتب أصلا- عن فك الارتباط مع التكتل ومع مؤسسة المعارضة، وليسمع من أحمد ولد داداه قوله " إن التعينات الأخيرة لم أطلبها، وإن كنت على علم بها ولا أعتقد أنها تخالف مبادئ الحزب فهؤلاء أطر يحتاجهم الوطن " فكل هذا يؤكد حقيقة مهمة من حقائق التكتل التي أغفلها المقال ونسيها وتناساها وهي أن التكتل بالجملة ليس حزبا وإنما هو " تجمع بشري ككل تلك التجمعات التي يجمعها مكان واحد لتحقيق أهداف متعددة، كما تجمع سوق الباعة والمشترين والمحتالين والنشالة والمتسولين.
وعندما يعمد ولد داداه إلى اقتطاع ثلاثة أشهر من راتب أحمد مدراء مؤسسة المعارضة فهذا أيضا يعني حقيقة أخرى من حقائق التكتل وهو أنهم لايؤمنون على التسيير العام.
وعندما يحصد مستشارو التكتل ريع الخيانة التي زرعوا من خلال الإطاحة بعمدة تم انتخابها ضمن حلف سياسي موقع بين رؤساء ائتلاف قوى التغيير فهذا يؤكد أن الحزب المذكور ليس حزبا وإنما هو بورصة من بورصات الشمس تجمع الانتهازيين والانتفاعيين.
وعندما يحصل عمدتان من عمد التكتل في نواكشوط على أسوء تسيير بلدي فهذا أيضا يؤكد حقيقة أخرى أنه حزب جماعات ولوبيات هي من يرشح نفسها وهي من يسير ما يصل إليه، ولاحظ للشعب لا من طموح الرئيس ولا عمده.
هذه يا سيدي بعض الحقائق التي لم تذكرها عن التكتل وبالنسبة للأخيار الشرفاء الذين ذكرتهم" من إسلاميين" أي السلفية الداداهية " وهي تيار معروف يعرض الناس على السيف في عقائدهم ومعاملاتهم،فإذا كانت السياسة طمحت به القربى والنسب إلى التكتل، أو قوميين صداف ولد الشيخ الحسين عمدة توجنين السابق الذي تركها قاعا صفصفا ما يقيم فيها الفار إلا لحب الوطن أو صعوبة الانتقال،أومناضلي عائلة محمد عبد الرحمن ولد امين وأبنائه، أوعبد الله السالم ولد أحمدوا والداه ولد عبدي وغيرهم من السادة والسيدات الذين هم في الجملة قطع غيار وخردات سياسية استنفدت أعمارها الافتراضية في الترحال والتنقل بين الأحزاب، صحيح أنني كنت أراهن على بقية ذماء يتردد في الحشاشة السياسية لولد لمات لكن المسكين لم يشأ إلا أن ينتحر هو الآخر يوم السادس من أغشت ويظهر وهو يفبرك خبرا مكذوبا ثم يعود بعد ذلك ليكذب نفسه.
التكتل والأزمة الحالية
موقف التكتل في الأزمة الحالية مشين وبائس وخطابات ولد داداه وتسويغات قادة التكتل أعذار هي في جملتها أسوء من الذنب كله، سيئ جدا أن يعمد التكتليين إلى اكتشاف خصائص جديدة في مواقفهم التي أعلنوا عنها قبل أكثر من سنة ونصف تمكن من إعادة التفسير ومؤسف جدا أن يقف أحمد ولد داداه وهو الذي طالما وقف وجلس مع الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله معترفا بأنه رئيس الجمهورية المنتخب غير مشكك في شرعيته،موقفا جديدا يعلن فيه أنه لم يقصد حينئد الاعتراف به وإنما قال كلاما حمال أوجه يمكنه تأويله بـأنه كان رفض ثم يستدل بغواش من عمله وتطرف مواقفه، حينما دعا الرئيس المنتخب إلى الاستقالة في مؤتمر الحزب، يبدو الأمر إذا شبيها بالمثل الحساني " اشهديلي يا دراعتي".
بالخلاصة وبالجملة موقف التكتل الأخير كان موقف عمالة واضحة للطغمة الانقلابية وكان انسلاخا تاما من الممارسة الديمقراطية النزيهة وكان فوق ذلك عملا قرصانيا، سيئا جدا يؤكد أن لا أحد في الحزب يفكر في شيئ سوى مصلحته الذاتية والحزبية الخاصة، فعندما حاول ولد داداه الإمساك بشيئ قليل من خيط اندفاعه وجد نفسه في مواجهة أصوات صاحلة من بقايا الفساد توجه إليه الانتقادات اللاذعة، ويهدده عبد الله السالم ولد أحمدوا بأن الحزب ليس ملكا لأحمد ولد داداه، ثم يزيده محمد سالم ولد الداه مؤكدا أن الحزب ليس ملكا لجماعة 1992
سيدي العزيز عزيز ولد الصوفي عندما تكتب مجددا عن التجمع المسمى التكتل فحاول أن تذكر كل الحقائق المتعلقة بهذا الحزب المسكين وبرئيسه السيزيفي، وتذكر أنك تأخرت كثيرا في التذكير بحقائق الحزب المحترق المسمى التكتل فقد صرت أشبة بالدابغة وقد حلم الأديم.
وفي الأخير أهديك هذا المقال عن أحمد ولد داداه " إلى العقيد أحمد ولد داداه" ففيه بعض مما أجملت هنا تجده هناك مفصلا مشروحا.

الخميس، 9 أكتوبر 2008

صامويل دو الموريتاني



صامويل دو الموريتانية
عبد الله ولد محمد

على ذات الخطى الإفريقية العتيدة يواصل الجنرالات المغمورون رحلة الصعود على أكتاف الشعوب وتصبح اليوم بصيغ الماضي والحاضر والمستقبل هو فقط ما يراه الجنرال أو ما يزينه له الشياطين الذي يعجز بعضهم في الأخير عن مجاراة مسلسل الغرور التي يعمل الجنرالات الانقلابيون دائما على بث كل حلقاته الطويلة، وذلك طبعا بعد أ يستولوا على وسائل الإعلام ويحولوها إلى أبواق تطبيل تبث على مدار الساعة،وفاء لهذا التقليد أيضا،تتآكل قيم الشرف والمروءة والوفاء قبل أن يعاد تسليحها من جديد بأنياب حادة ومخالب مسمومة لتكون هي فقط ما يراه جنرالات الورق ومليشيات التصفيق التي تتهافت على الجنرال الجديد تهافت الذباب على السكر، أو الحشرات على النار.
صامويل دو كان أحد هؤلاء الأغرار الذين قادوا بلدانهم إلى حروب أهلية طاحنة وإلى استنزاف اقتصادي خرب اقتصاد ليبريا تلك الدولة الإفريقية التي تتوضأ من دماء أبنائها كل عام، حينما اقتحم البوابة الحديدية في القصر الرئاسي في مونروفيا وقام باقتحام مخدع الرئيس وأطلق ثلاث رصاصات على رأسه قبل أنت يحيل الوزراء إلى محكمة " عدل سامية" أصدرت أحكاما بإعدامهم جميعا، ليمارس بذلك الجندي الذي يحمل أصغر رتبة عسكرية في تاريخ الطغاة الأفارقة الحكم 10 سنوات آلت به إلى نهاية مثل تلك التي بدأنها، عندما قام خلفه بقطع أذنيه حيا قبل أن يذيقه سوء العذاب.

صامويل دو قدر أفريقي عتيد وروح متوقدة تحل في بعض الأجسام الخائرة التي لم تتعود على مشقة الخدمة العسكرية، وتريد أن تحرق المراحل وكل المراكب سعيا إلى مجد غير مستحق وغير موروث.

محمد ولد عبد العزيز الجنرال المغرور الذي سطا على الحكم في موريتانيا يوم السادس من أغشت لا يزال نسخة أولية غير منقحة من صامويل دو، لكن مسلسل البطش الذي بدأ يمارسه يؤكد أن الجنرال الذي لايتقن غير الانقلابات بدأ يسلك ذات الطريق الذي انتهى بصامويل دو إلى نهاية كان من أبرز ملامحها قطع أذنيه لأنه بكل اختصار لم يكن يسمع صرخات الشعب وهو يناديه " أخرج منها ....

منذ خروجه الانقلابي في 06/10/2008 والجنرال الأرعن يمارس شهودة الاستبداد بنزقية بالغة الخطورة تعرض مصالح البلد كله للخطر الشديد، لكن الأسبوع الأخير من ستينية الجنرال الأرعن حمل الكثير مما ممارسة الاستبداد العملي الذي لا يمكن الصبر عليه، لكنه كان دائما المسمار الأخير في نعش أي فرعون.

أرسل ولد عبد العزيز جنوده وشرطته المدربة على مطاردة الجماهير وابتزازها وجمع الإتاوات على المتظاهرين، ليعيثوا في الأرض فسادا وليتعدوا على المواطنين بأنواع الضرب والركل الذي أدى إلى وقوع جراحات كبيرة بين المتظاهرين والاعتداء على البقية الباقية من نواب الشعب المحترمين ورؤساء الأحزاب المساندين للشرعية، وصال الجيش الذي لايهزم في مواجهة الجماهير على النساء والعمال واعتدى بالضرب الوحشي على قادة المجتمع المدني وعلى الشيوخ والنساء في مظهر وحشي ينم عن رغبة بالغة في الدم ولا شيئ إلا الدم.

" صامويل دو ولد عبد العزيز " يمارس الآن لعبة الارتباك ويؤكد أنه ضيق العطن لايفهم غير لغة واحدة هي لغة الاستعلاء على الضعيف وممارسة الغرور.
في كل ممارساته غير الشريفة التي أقدم عليها منذ تنصيب نفسه امبراطورا من " الشيفوه "تؤكد أن شخصية الجنرال غير متزنة وأنه مصاب بالدراكولا السياسية، وأنه لايبصر أبعد من أنفه ولايبصر موضع قدمه.
في تعييناته الزبونية قام الجنرال بممارسة التعيين والإقالة دون أي مراعاة لأي منطق ولا حتى للأشكال البروتوكولية للتعيين، عندما يتم إقالة مفتش الدولة وتعيين شخص آخر لايكشف ماضيه الإداري ولا حاضره السياسي عن أي قدرة ولا نية في الإصلاح ولا حتى " إمساك شهوة الفساد " فإن الأمر يبدو بالغ الخطورة ويؤكد سعي الجنرال إلى إفلاس موريتانيا مجاراة لإفلاس مشروعه السياسي.
وعندما يتم تمكين مكافأة رائد متقاعد معروف مثل بريكه ولد امبارك ذي التاريخ الأسود في قصر الشعب بسيارات فارهة مقابل موقف دعم سيئ فإن الأمر يعني أن الفساد هو " مهمة مقدسة " بالنسبة لصامويل دو الموريتاني، وعندما يتم السماح للسفن المغربية بالاصطياد المجاني في المياه الموريتانية دون رقيب ولا رادع فهذا يعني أن مسلسل الإتاوات والضرائب التي يدفعها الجنرال لأسياده المغاربة سوف تأتي على الأخضر واليابس.
صامويل دو الموريتاني لايفكر وإنما يعمل بشكل ميكانيكي على ممارسة الفساد والإفساد ولسبيل تحقيق تلك المآرب تظل مليشيات " الحرس الرئاسي " و" باشماركة الشرطة الوطنية" وذئاب النواب" وذباب الإعلاميين والأحمداوهيين يمارسون لعبة التصفيق للجنرال الأصلم الذي يستحق قطع أذنيه اللتين لا تسمعان أي شيئ.

صامويل دو يقودنا نحو الهاوية بكل امتياز ، ويسرع بخطاه المتعثرة نحو هذا المصير المحتوم، لكن مشكلتنا هي أن مخازن أسلحتنا وصفوف ضباطنا الكرام لاتحتوي على ضابط وبندقية وفيان للوطن يخلصان الشعب من " صامويل دو " الذي يعشق الدم والفساد والإرهاب.