الخميس، 9 أكتوبر 2008

صامويل دو الموريتاني



صامويل دو الموريتانية
عبد الله ولد محمد

على ذات الخطى الإفريقية العتيدة يواصل الجنرالات المغمورون رحلة الصعود على أكتاف الشعوب وتصبح اليوم بصيغ الماضي والحاضر والمستقبل هو فقط ما يراه الجنرال أو ما يزينه له الشياطين الذي يعجز بعضهم في الأخير عن مجاراة مسلسل الغرور التي يعمل الجنرالات الانقلابيون دائما على بث كل حلقاته الطويلة، وذلك طبعا بعد أ يستولوا على وسائل الإعلام ويحولوها إلى أبواق تطبيل تبث على مدار الساعة،وفاء لهذا التقليد أيضا،تتآكل قيم الشرف والمروءة والوفاء قبل أن يعاد تسليحها من جديد بأنياب حادة ومخالب مسمومة لتكون هي فقط ما يراه جنرالات الورق ومليشيات التصفيق التي تتهافت على الجنرال الجديد تهافت الذباب على السكر، أو الحشرات على النار.
صامويل دو كان أحد هؤلاء الأغرار الذين قادوا بلدانهم إلى حروب أهلية طاحنة وإلى استنزاف اقتصادي خرب اقتصاد ليبريا تلك الدولة الإفريقية التي تتوضأ من دماء أبنائها كل عام، حينما اقتحم البوابة الحديدية في القصر الرئاسي في مونروفيا وقام باقتحام مخدع الرئيس وأطلق ثلاث رصاصات على رأسه قبل أنت يحيل الوزراء إلى محكمة " عدل سامية" أصدرت أحكاما بإعدامهم جميعا، ليمارس بذلك الجندي الذي يحمل أصغر رتبة عسكرية في تاريخ الطغاة الأفارقة الحكم 10 سنوات آلت به إلى نهاية مثل تلك التي بدأنها، عندما قام خلفه بقطع أذنيه حيا قبل أن يذيقه سوء العذاب.

صامويل دو قدر أفريقي عتيد وروح متوقدة تحل في بعض الأجسام الخائرة التي لم تتعود على مشقة الخدمة العسكرية، وتريد أن تحرق المراحل وكل المراكب سعيا إلى مجد غير مستحق وغير موروث.

محمد ولد عبد العزيز الجنرال المغرور الذي سطا على الحكم في موريتانيا يوم السادس من أغشت لا يزال نسخة أولية غير منقحة من صامويل دو، لكن مسلسل البطش الذي بدأ يمارسه يؤكد أن الجنرال الذي لايتقن غير الانقلابات بدأ يسلك ذات الطريق الذي انتهى بصامويل دو إلى نهاية كان من أبرز ملامحها قطع أذنيه لأنه بكل اختصار لم يكن يسمع صرخات الشعب وهو يناديه " أخرج منها ....

منذ خروجه الانقلابي في 06/10/2008 والجنرال الأرعن يمارس شهودة الاستبداد بنزقية بالغة الخطورة تعرض مصالح البلد كله للخطر الشديد، لكن الأسبوع الأخير من ستينية الجنرال الأرعن حمل الكثير مما ممارسة الاستبداد العملي الذي لا يمكن الصبر عليه، لكنه كان دائما المسمار الأخير في نعش أي فرعون.

أرسل ولد عبد العزيز جنوده وشرطته المدربة على مطاردة الجماهير وابتزازها وجمع الإتاوات على المتظاهرين، ليعيثوا في الأرض فسادا وليتعدوا على المواطنين بأنواع الضرب والركل الذي أدى إلى وقوع جراحات كبيرة بين المتظاهرين والاعتداء على البقية الباقية من نواب الشعب المحترمين ورؤساء الأحزاب المساندين للشرعية، وصال الجيش الذي لايهزم في مواجهة الجماهير على النساء والعمال واعتدى بالضرب الوحشي على قادة المجتمع المدني وعلى الشيوخ والنساء في مظهر وحشي ينم عن رغبة بالغة في الدم ولا شيئ إلا الدم.

" صامويل دو ولد عبد العزيز " يمارس الآن لعبة الارتباك ويؤكد أنه ضيق العطن لايفهم غير لغة واحدة هي لغة الاستعلاء على الضعيف وممارسة الغرور.
في كل ممارساته غير الشريفة التي أقدم عليها منذ تنصيب نفسه امبراطورا من " الشيفوه "تؤكد أن شخصية الجنرال غير متزنة وأنه مصاب بالدراكولا السياسية، وأنه لايبصر أبعد من أنفه ولايبصر موضع قدمه.
في تعييناته الزبونية قام الجنرال بممارسة التعيين والإقالة دون أي مراعاة لأي منطق ولا حتى للأشكال البروتوكولية للتعيين، عندما يتم إقالة مفتش الدولة وتعيين شخص آخر لايكشف ماضيه الإداري ولا حاضره السياسي عن أي قدرة ولا نية في الإصلاح ولا حتى " إمساك شهوة الفساد " فإن الأمر يبدو بالغ الخطورة ويؤكد سعي الجنرال إلى إفلاس موريتانيا مجاراة لإفلاس مشروعه السياسي.
وعندما يتم تمكين مكافأة رائد متقاعد معروف مثل بريكه ولد امبارك ذي التاريخ الأسود في قصر الشعب بسيارات فارهة مقابل موقف دعم سيئ فإن الأمر يعني أن الفساد هو " مهمة مقدسة " بالنسبة لصامويل دو الموريتاني، وعندما يتم السماح للسفن المغربية بالاصطياد المجاني في المياه الموريتانية دون رقيب ولا رادع فهذا يعني أن مسلسل الإتاوات والضرائب التي يدفعها الجنرال لأسياده المغاربة سوف تأتي على الأخضر واليابس.
صامويل دو الموريتاني لايفكر وإنما يعمل بشكل ميكانيكي على ممارسة الفساد والإفساد ولسبيل تحقيق تلك المآرب تظل مليشيات " الحرس الرئاسي " و" باشماركة الشرطة الوطنية" وذئاب النواب" وذباب الإعلاميين والأحمداوهيين يمارسون لعبة التصفيق للجنرال الأصلم الذي يستحق قطع أذنيه اللتين لا تسمعان أي شيئ.

صامويل دو يقودنا نحو الهاوية بكل امتياز ، ويسرع بخطاه المتعثرة نحو هذا المصير المحتوم، لكن مشكلتنا هي أن مخازن أسلحتنا وصفوف ضباطنا الكرام لاتحتوي على ضابط وبندقية وفيان للوطن يخلصان الشعب من " صامويل دو " الذي يعشق الدم والفساد والإرهاب.

هناك 4 تعليقات:

عبد الله ولد محمد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

فكر المقال متميز ...
عاشت موريتانيا ديمقراطية رغم أنف عزيز وعصابة 3اغشت2005

غير معرف يقول...

لافض فوك لقد قلت الحق وتوقعت للجنرل الأرعن ماهو آئل إليه لامحالة

غير معرف يقول...

إنسان مميز بفكر واعٍ وقلم جريئ يأبي إلا أن يقول كلمة الحق علانية دمت أخي ودام قلمك المميز

حبذا لو كتبت لنا بعضا مكن شعرك الرقيق الجزل